أنا فتاه عمري 38 سنه متزوجة من عشر سنوات ولدي طفلان وأعاني من زوجي المتسلط الذي لا يريد أن يسمع مني غير كلمة حاضر ونعم مهما كان الامر خاطئ ولا يريد ان يكون لي رأي غير رأيه
ويتدخل حتى في تربيتي لأولادي وسمحوا شخصيتي حتى مع أولادي كذلك همه الوحيد عمله الذي لا ينتهي وقته كله للعمل لا يعرف معنى الموده والرحمه بين الزوجين منذ أن تزوجنا لم اسمع منه كلمه طيبة او حتى الشكر لأي امر دائماً عابس ومشغول
لا يريد التحدث او الجلوس معي حتى اهلي لا يريدهم ولا يريد ان يمنعني منهم مع العلم انه لم يحدث بينه وبينهم اي مواجهه او مشكله حدثت بيني وبينه كذا مشكله اضطررت للذهاب لاهلي مرتين ولم يعير الموضوع اي اهتمام
يهددني بالطلاق وبأخذ أولادي ثم ارجع لبيتي من دون ان ياتي او حتى يتحدث مع اهلي ولم يقدر ذلك بل يعايرني وتزداد اهانته لي في تعامله معي
وهناك ملاحظه مهمه أننا إذا بعدنا عن بعض نشتاق ولا نريد الابتعاد وبمجرد ان نتقابل لا نطيق حتى النظر في بعض وتبدأ المشاكل من أول يوم
أنا الان أعيش معه في جحيم ولا ادري كيف أتصرف هل هذا طبيعي لأن شخصيته هكذا ام هل هي فعلاً عين او سحر كما يقول البعض. أرجوكم ان تردوا على رسالتي وتوجهوني ماالحل. ولكم خالص شكري
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى .. والصلاة والسلام على النبي المصطفى .. وبعد ,,
أخيتنا الغالية // أم سلمان .. حفظكِ الله ..
أهلاً وسهلاً بكِ في موقعكِ المستشار .. سائلين المولى - عز وجل- أن تجد نفسكِ ما تبحث عنه فيه ..
عزيزتي ..
يقول تعالى: { وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى } ( مريم : 36 ) , أي أن التعبير عن ذات الشيء قد يختلف بين الرجل والمرأة .. وحتى يتم التقارب والتفاهم لابد من الحوار .. لذا أقول وبالله التوفيق :
1/ اعلمي – رعاكِ الله – إن تعبير الرجل عن حبه لزوجته وأبناءه غالباً يكون في صورة انهماك في العمل من أجل إسعادهم وتوفير مستوى معيشي مريح ..
2/ [ لا يعرف معنى المودة والرحمة بين الزوجين - منذ أن تزوجنا لم أسمع منه كلمة طيبة أو حتى الشكر لأي أمر ] ..
هنا أقول لا تنتظري أن يبدأ .. فقد يطول الانتظار .. لما لا تبدئي أنتِ ؟!! .. نعم .. علميه كيف ينطق الكلمة الحلوة .. وكيف يعبر عن مشاعره .. ففي الغالب أن الرجل يصبح عنده خجل من التعبير عن عاطفته بعد فترة من الزواج ؛ قد يكون السبب الروتين وعدم التجديد .. فبدئي من الآن - وفقكِ الله – بإغداق الكلمات الحلوة والرومانسية على مسمعه .. عودي نفسكِ استقباله وتوديعه لعمله.
وسؤاله عن أحواله بوجه بشوش وابتسامة مشرقة ودعوة خالصة .. قد يستغرب في البداية فلا تتراخي أو تستسلمي ؛ لأنه حتماً سيروق له الوضع وسيسعد به حتى يأتي الوقت الذي يتشجع هو أيضا ليعبر عن مشاعره وعواطفه ..
3/ لن أخبركِ عن دلع وغنج الأنثى لاستمالة عقل وعاطفة زوجها .. ليرخي أذنه لسماع حديثها ورأيها فهذا لديكِ بالفطرة .. ثقي بنفسكِ ولا تترددي .. المرأة فتنة .. وهو زوجكِ وفتنتكِ له حلال .. بل تؤجرين عليها ..
واحرصي – حفظكِ الرحمن – عند إقامة الحوار أن تتحيني الوقت والمكان المناسب .. عندما ترينه صافي الذهن .. منشرح الصدر .. واملئي حديثكِ بعبارات التفهم والتقدير والشكر لجهده وتعبه من أجلكم ، والدعاء له بالتوفيق والرزق الوفير .. وبالعبارات العاطفية التي تطرب لها أذنه .. مع ترتيبٍ لعباراتكِ ووضوحٍ لفكرتكِ يغلفها إشراقه مبسمك ..
4/ احرصي على حضور المحاضرات والدورات التدريبية التي تعلّم الزوجة كيف تكسب قلب وعقل زوجها ..
وكيف تربي أبناءها التربية الصحيحة السليمة حتى ينمو أسوياء نفسياً .. واقتني الأشرطة والكتب النافعة التي تتحدث عن ذلك مثل شريط السحر الحلال للشيخ إبراهيم الدويش ويمكنك تحميله من النت, وكتاب تحفة العروس للإستانبولي ..
5/ لا يمكن تعليق أي مشكلة عارضة تحدث بين الزوجين على أنها عين أو سحر .. لذا قوي صلتك بالله بالاستعانة به والاتكال عليه .. تقربي منه - سبحانه – بكثرة الأعمال الصالحة وخاصة أداء الصلاة على وقتها في خشوع ؛ فإنه إذا صلحت العلاقة بينكِ وبين خالقكِ سيصلح تلقائياً ما بينكِ وبين زوجكِ وكل من حولكِ ..
أكثري من الاستغفار والدعاء أن يبعد عنكم شر الأشرار وكيد الفجار .. فلا قوة لنا جميعاً إلا به سبحانه ..
حصني نفسكِ وزوجكِ وأبناءك بالأذكار اليومية فهي حصن المسلم .. وحصني منزلكِ بتشغيل سورة البقرة ويمكنك تحميلها من النت ..
أخيراً ::
أتمنى – بارك الله فيكِ – أن تأخذي هذه النصائح وتطبقيها على أرض الواقع .. دون تردد أو تأجيل .. واصبري ولا تستعجلي النتائج .. وستري ما يرضيك ويسرّ له خاطركِ بإذن الله ..
ختاماً ::
أسأل الله بمنه وكرمه أن يشرح لكِ صدرك .. ويزيل همكِ .. ويصلح شأنكِ .. وأن يرزقكِ الحياة الزوجية والأسرية التي تدفئها معاني السعادة والمودة والرحمة والتفهم والحوار الراقي والاحتواء والسكينة
والطمأنينة .. وأن يجعلكِ قرة عينٍ لزوجكِ ويجعله قرة عينٍ لكِ .. وأن يسعد قلبكِ ببر أبناءكما لكما .. آمين ..
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .. دمتِ بود ..
الكاتب: أ. سارة فريج السبيعي
المصدر: موقع المستشار